بقلم المؤلِّف
كيف يتحد المسلمون؟
أو كلمة في الاصلاح لا بد منها
بسم الله الرحمن الرّحيم
( وَاعْتَصمُوا بِحَبْلِ الله جَميعاً وَلا تَفَرَقُوا ) (١)
لم يبق ذو حس وشعور في شرق الارض وغربها ، إلّا وقد احسَّ وشعر بضرورة الاتحاد والاتفاق ، ومضرَّة الفرقة والاختلاف ، حتى أصبح هذا الحس والشعور أمراً وجدانياً محسوساً يحسُّ به كلُّ فرد من المسلمين ، كما يحسُّ بعوارضه الشخصية مِنْ صحته وسقمه ، وجوعه وعطشه ، وذلك بفضل الجهود التي قام بها جملة من أفذاذ الرجال المصلحين في هذه العصور الأَخيرة ، الذين أهابوا بالمجتمع الاسلامي ، وصرخوا فيه صرخة المعلِّم الماهر ، وتمثَّلوا للمسلمين بمثال الطبيب النطاسي (٢) الذي شخص الداء وحصر الدواء ، واصاب الهدف بما عيَّن ووصف ، وبعث النفوس بعثاً
__________________
(١) آل عمران ٣ : ١٠٣.
(٢) النطاس : للعالم الحاذق بالطب والخبير به.
اُنظر : القامرس المحيط ٢ : ٢٥٤.