مات كافراً!! ، معِ أنَ أقلَّ كلماته :
وَلَقدْ عَلِمتُ بِأن ديِنَ مُحَمّدٍ |
|
مِنْ خَيرِ أديانِ البَريَةِ دِينا (١) |
وأبو طالب ليس بذلك الرجل الضعيف ، وذي الرأي السَّخيف الَذي يعلم بأنَّ دين مُحَمَّدٍ من خير الأديان ولا يتبعه ولا يتديَّن به خوفاً من إلناس ، وهو سيُد البطحاء! فدع عنك هذا وعد الى حديث من أراد هدم الإسلام!!
أهم هؤلاء الَّذين ذكرناهم؟ أو الطبقة التي بعدهم ـ طبقة التابعين ـ كالأحنف بن قيس ، وسويد بن غفلة ، وعطية العوفي ، والحكم بن عتيبة ، وسالم بن أبي الجعد ، وعلي بن الجعد ، والحسن بن صالح ، وسعيد بن
__________________
بل وما رواه ابن الزبير عنه يوم اليرموك حيث كان ( أي ابو سفيان ) إذا راى أنَّ الروم ظهروا على المسلمين قال : ايه بني الاصفر! واذا كشفهم المسلمون قال :
وَبَنوا
الأصفرِالمُلوكِ مُلوك الرُّ |
|
وم لم يَبقَ مِنهم
مَذكور |
بل وفي حنين كانت الازلام في كنانته يستقسم بها ، ولما راى انهزام المسلمين سر بذلك وقال : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، لقد غلبت هوازن!! فقال له صفوان ـ وكان يستمع اليه ـ : بفيك الكثكث ( أي الحجارة والتراب ). انظر : النزاع التخاصم : ٥٢.
واليك كتب التأريخ وغيرها تأمَّل بها فانَّها خير شاهد على ذلك ، رغم ما تسرب إلى العديد منها من الدس والافتراء ، والكذب الرخيص ، من الذين وان قيل باختلاف مشاربهم ولكنهم يتفقون بلا شك على عدواة أهل بيت إلنبوة عليهم السلام وبغضهم ، خلافاً لوصية الله تعالى بهم ورسوله صلى الله عليه وآله.
(١) أحد جملة ابيات مشهورة نقلتها المصادر المختلفة ، واتفقت على نسبتها إلى أبي طالب رحمه الله تعالى ، منها :
وَاللهِ لَنْ
يَصِلُوا إليكَ بجمعِهِم |
|
حَتى اُوسَّد َفي
التُّرابِ كَفينا |
فَاصدَعْ بِامرِكَ
مَا عَلَيكَ غَضاضَةً |
|
وَابشِرْ بِذاكَ
وَقَرَّ مِنكَ عُيُونا |
وَدَعَوتَني
وَعَلِمتُ أنَّكَ ناصِحي |
|
وَلَقد دَعَوتَ
وَكُنتَ ثم امِينا |
وَلَقَد عَلِمتُ
بِأنَّ دينَ مُحمًدٍ |
|
مِنْ خَيرِ أديانِ
البَريَةِ دِينا |