هذه أمهات العبادات عند الإمامية طبق الشَّريعة الإسلامية ، إكتفينا منها بالإشارة والعنوان ، وتفاصيلها على عهدة مولَّفات أصحابنا من الصدر الأول إلى اليوم ، الموجود منها في هذا العصر فضلاً عن المفقود ـ ينوف على مئات الالوف.
أما المعاملات : وهي ما يتوقَّف على طرفين : موجِب وقابل ، فتارة : يكون المقصد المهم منها المال ، وهي عقود المعاوضات ، وهي على قسمين :
العقود اللازمة : كالبيع ، والإجارة ، والصلح ، والرهن ، والهبة المعوضة ، وما إلى ذلك من نظائرها ، وهي عقود المغابنات.
والعقود الجائزة : كالقرض ، والهبة غير المعوضة ، والجعالة ،
__________________
حيث أوجب على كلُّ مسلم ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ليكون كلُّ واحد قوة تنفيذية لتلك الأَحكام ، فكلكم راع وكلكم مسؤول [ عن رعيته ] ، والجميع مسيطر على الجميع. فإذا لم تنجح هذه القوة ، ولم يحصل الغرض منها بحمل الناس على الخير ، وكفِّهم عن الشر ، فهناك ولاية ولي الأَمر ، والراعي العام ، والمسؤول المطلق ، وهو الامام أو السلطان المنصوب لاقامة الحدود على المجرمين ، وحفظ ثغور المسلمين.
وفي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعمل به من الفوائد والثمرات ، وعظيم الآثار ، ما يضيق عنه نطاق البيان في هذا المقام ، ولكن هل تجد مثل هذه السياسة في دين من الأَديان؟ وهل تجد أعظم وأدق من هذه الفلسفة أن يكون كلُّ إنسان رقيباً على الآخر ، ومهيمناً عليه؟
وعلى كلُّ واحد واجبات ثلاثة : أن يتعلَّم ويعمل ، وأن يُعلِّم ، وأن يبعث غيره على العلم والعمل؟
فتأمل واعجب بعظمة هذا الدِّين ، وأعظم من ذلك واعجب من حالة أهليه اليوم ، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله. « منه قدسسره ».