هذا ـ يا إخواني ـ كتاب «علم اليقين في اصول الدين» ؛ آتاني الله ـ عزوجل ـ من فضله ببركة متابعة كتابه المبين ، والاستضاءة بمشكاة أنوار سيّد المرسلين ، والاقتفاء لآثار أهل بيته الطاهرين ، وعترته المعصومين ـ عليه وعليهم أفضل صلوات المصلّين ـ والاستفادة من مصنّفات العلماء الصالحين.
يتلو عليكم كلمات ربّانيّة ، وإشارات فرقانيّة ، وآيات عقلانيّة وهدايات رحمانيّة ، وتنبيهات نبويّة ، وتلويحات ولويّة ؛ تشهد بها الطباع السليمة ، والأذواق المستقيمة ، ويصدّقها نور الإيمان وصحّة الوجدان ، ويراها أهل العرفان ببصيرة الإيقان.
هدى للمتّقين الذين يؤمنون بالله ، وتذكرة للموقنين الذين يشاهدون آيات الله ؛ قد أخرجه الله ـ سبحانه تعالى ـ على لساني من سرادقات الغيب ، ليطهّر به طائفة منكم من رجز الريب ، وليربط به على قلوبكم ، ويثبّت به الأقدام ، ويزيد في انشراح صدوركم ، ويغنيكم عن ورودكم فيما لا يعنيكم وصدوركم ـ أعني جدالكم في الدين ، وتصحيح عقائدكم بمبتدعات المتكلّمين ، وتعلّمكم الألفاظ المخترعة المصطلحة للمتجادلين ـ فإنّها من وساوس الشياطين ، وتلبيسات إبليس اللعين ـ وهي تبعدكم عن الله جلّ جلاله ـ غاية التبعيد ـ وتربوا في شبهكم وشكوككم وتزيد.
وما مثلكم ومثل من يعلّمكم ذلك إلّا ـ كما قيل : ـ مثل رجل كان بين يديه شمعة مضيئة ـ إضاءة باهرة ـ فأخذها استاذه من بين يديه ، وأبعدها عنه مسافة بعيدة ، كثيرة الحوائل والموانع من النظر إلى تلك الشمعة ، وقال له : «تجهّز للسفر بالزاد والرفقاء ، والعدّة والأدلّاء ،