عبارات القدماء في كتبهم الفقهية بمنزلة الحديث
لقد كان مجتهدوا الشيعة وفقهاؤهم على عهد الأئمة المعصومين عليهمالسلام ومرحلة الغيبة الصغرى وحتى بدايات الغيبة الكبرى يتبعون في تدوين كتبهم الفقهية أسلوبا لم يتجاوزوا فيه ما ورد من ألفاظ الروايات ، وكانوا يبينون آراءهم الفقهية بما هو مأثور من الأحاديث ، كما قال الصدوق رحمهالله في مقدمة المقنع :
«إني صنفت كتابي هذا ، وسميته كتاب المقنع لقنوع من يقرؤه بما فيه ، وحذفت الأسانيد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمل قارئه ، إذ كان ما أبينه فيه في الكتب الأصولية موجودا مبينا عن المشايخ العلماء الفقهاء الثقات رحمهمالله» (١).
__________________
(١) المقنع : ٥.
قال المحدث النوري رحمهالله في المستدرك : ٣ ـ ٣٢٧ ط الحجرية ، بعد نقل هذا الكلام عن الصدوقرحمهالله : «وهذه العبارة كما ترى متضمنة لمطالب :
الأول : ان ما في الكتاب خبر كله إلا ما يشير إليه.
الثاني : ان ما فيه من الأخبار مسند كله وعدم ذكر السند فيه للاختصار لا لكونها من المراسيل.
الثالث : ان ما فيه من الأخبار مأخوذ من أصول الأصحاب التي هي مرجعهم ، وعليها معولهم ، وإليها مستندهم ، وفيها مباني فتاويهم.
الرابع : ان أرباب تلك الأصول ورجال طرقه إليها من ثقات العلماء وبذلك فاق قدره عن كتاب الفقيه.».