حقيقة أم خيال؟
قلنا أنّ قصة أصحاب الكهف (نيام مدينة افسوس) حقيقة تاريخية ذكرت أسنادها في التواريخ الشرقية والغربية ، ونسلّط الضوء الآن على هذه القصة على أساس وجهات النظر العلمية المعاصرة :
ربّما يتردد البعض إزاء تلك المدّة الطويلة لنوم أصحاب الكهف ولا يراها تنسجم والموازين العلمية فيعتقد أنّها من قبيل الأساطير والخرافات وذلك لأنّ مثل هذا العمر الطويل الذي يستغرق عدّة مئات من السنين يبدو مستبعدا بالنسبة لأفراد البشر في حالة اليقظة فضلاً عنهم في حالة النوم ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر لو سلمنا بمثل هذا العمر لمن كان في حالة اليقظة فانّنا لا نسلم به بالنسبة لمن كان في حالة النوم والرقود ، فهناك مشكلة الأكل والشرب ، فكيف يبقى الإنسان حياً هذه المدّة دون طعام وشراب ، ولو فرضنا متوسط ما يلزم الإنسان من طعام وشراب كل يوم كيلواً واحداً ولتراً من الماء ، فالذي يلزم لأصحاب الكهف أكثر من طن من الطعام ومئة ألف لتر من الماء ، وهو المقدار الذي لايمكن خزنه في الجسم.
ومن جهة أخرى فلو أغضفنا الطرف عن كل ما مضى فهناك إشكال آخر يرد هنا وهو أنّ بقاء الجسد في ظل ظروف رتيبة وبهذه المدّة الطويلة إنّما