شبيهة لبعضها البعض الآخر ولايوجد أدنى أثر لاختلاف أعضاء الإنسان ، ولكن فجأة تحدث تغييرات في الأغشية الثلاث للجنين بحيث تتغير أشكالها بما ينسجم والوظيفة التي تقوم بها فتبدأ الأعضاء بالبروز ، لا أحد يعرف أي الظروف دعت لحصول هذه التغيرات في الخلايا المتشابهة تماماً ، فأسرارها مكتومة خفيفة كسائر أسرار الجنين ، وبالطبع تتم كل هذه المراحل في وسط لا سبيل للوصول إليه ويخضع تماماً للسيطرة الداخلية للبدن.
القرآن الكريم من جانبه يخاطب اولئك الذين يرون إستحالة الحياة بعد الموت بأنّ القيامة والبعث سوف لن تكون أبعد ممّا تشاهدونه من هذا التبدل السريع الذي تتحول بموجبه النطفة إلى إنسان ، وعليه فكيف يمكن للإنسان الشك في القيامة وهو يشاهد علم الجنين. والآية التي تصدرت البحث ، أشارت في البداية إلى تبدل التراب بكائن حي وهي طفرة عظيمة ، ثم أشارت إلى المراحل المختلفة للجنين والتي تعتبر كلها قفزات متتالية نوعية بالنسبة للجنين ، ثم يدعو منكري البعث والقيامة إلى التوقف عند هذه المسائل ، وفي عصر لم يكن فيه علم الأجنة علم مستقبل ، بل لم يكن حتى جزءاً من العلوم ، فلم تكن هناك سوى معلومات ناقصة بهذا الشأن ، والتعبير القرآني في الآية المذكورة عن القيامة بالبعث كأنّه إشارة لطيفة إلى معنى «الطفرة» التي تحصل في القيامة على غرار دنيا الرحم ، وهذا طريق آخر من الطرق التي سلكها القرآن الكريم من أجل تعريف الناس بالقيامة.
* * *
شبح القيامة
الحقيقة هي أنّنا إذا أردنا أن نجسد شبح القيامة ونقارنه بوضع الحياة