على التخلي عن هذا الإدمان والإصرار.
والغريب في الأمر إنّنا نرى أغلب الكتب الجامعية وغيرها التي يمكن كتابة مطالبها بعبارات أسهل وأوضح دون أن يتطرق إليها أي خلل ونقص بغية الاقتصاد في وقت وعمر الباحثين وعمومية نفعها وثمرتها.
فلا يمكن إتهام جميع كتّابها ومؤلفيها بعدم القدرة على البساطة في التدوين.
وبناءاً على هذا لابدّ من القول بأنّ البعض قد لايرغب بالقيام بهذا العمل ، ولعل ذلك يؤدّي إلى فقدان الكتاب لقيمته العلمية لو اختصرت عباراته المغلقة! فلابدّ من الخروج على النظام الطبيعي لترتيب المطالب وتقديم وتأخير العبارات والاستفادة من المفردات والألفاظ الغريبة غير المألوفة والطارئة أحياناً لتصبح أعظم علمية! ومازال ذلك يشكل أحد آلام مجتمعنا.
٣ ـ شهادة التأريخ
المطلب الآخر الذي ضرورة ذكره للتأريخ هو أنّ أحد الأصدقاء أخبرني ذات يوم قائلاً : كنت منهمكاً بترجمة كتاب عربي بشأن معرفة الله إلى اللغة الفارسية ، فشعرت بأنّ مطالب الكتاب لم تكن غريبة عليَّ ، فلما تأملتها وتمعنت النظر فيها وجدت أنّ أغلب أبحاثه هي عينا ذات أبحاث كتاب «خالق العالم» الذي ألفته ، فقد تبيّن أنّ الكاتب المحترم المذكور قد ترجم المطالب والأبحاث المذكورة دون ذكره لمصادر كتاب «خالق العالم» وأنّي الآن أقوم مرّة أخرى بإعادته من العربية إلى الفارسية!