ليس لدينا لحدّ الآن أي تفسير علمي لمسألة «الجزاء» ، إلَاأنّه لايمكن أن نكرر رؤيتنا مراراً في حياتنا أو طالعنا في صفحات التاريخ أنّ الأفراد الظلمة قد واجهوا آخر الأمر جزاءاً جهنمياً لم يكن أحد قد تكهن به ، والعلاقة القائمة بين مصيرهم الأسود الأليم وأعمالهم الشائنة التي إرتكبوها لايمكن تفسيرها عن طريق «الضمير» ولا عن طريق «الآثار الطبيعية للعمل» كما لايمكن حملها على الصدفة.
وهذا يقوي الإعتقاد القديم بوجود الجزاء في الأعمال بصورة غامضة ومبهمة ، إلّاأنّه يعمل بشكل قاطع وصارم.
وأخيراً رابع محكمة هي «المحكمة الرسمية» والعادية البشرية ذات القدرة الضعيفة ، والتي قد لا ترى سوى مورداً واحداً من بين عشرة موارد وتغيب عنها البقية ، مع ذلك فأحكامها ليست عادلة تماماً حتى في هذا المورد ، لأنّه كما نعلم فهي عرضة للتأثر بهذا وذاك ، إلى جانب صعوبة تشخيص الحق والعدل والتعامل معه بحزم ومن هنا فعادة ما يختل توازن هذه المحكمة.
* * *
المحاكم الخاصة
هذه هي المحاكم الأربعة التي تواجهنا ، إلّاإنّنا إذا أمعنا النظر في كل واحدة منها لرأينا أنّه كتب على بوابة كل منها هذه العبارة «هذه المحكمة خاصة ولا تعالج إلّابعض الجرائم».
وخصوصية هذه المحاكم لا تحتاج إلى بحث ، لأنّ وظيفة المحاكم الرسمية ـ كما ذكرنا آنفا ـ واضحة وليس لها أن تطول جميع المجرمين