أمّا إن قبلنا بأنّ حياة الإنسان ستعيش اللانهاية والخلود في عالم أوسع ، آنذاك نستطيع لمس فلسفة الخلق بوضوح ونعيش استمرارية قانون التكامل.
وبناءاً على هذا فإنّ فلسفة الخلق وقانون التكامل يقول للإنسان لا يمكن للموت أن يكون نهاية الحياة ، وستستمر الحياة بشكل أرفع وأسمى بعد الموت.
* * *
إنعكاس هذا المنطق في القرآن
رغم أنّ القرآن الكريم تحدث على هامش مختلف السور القرآنية عن القيامة والحياة ما بعد الموت وخاض في تفاصيلها ، مع ذلك نرى بعض السور التي تصدت لقضية المعاد من بدايتها إلى نهايتها ، ومن ذلك سورة الواقعة التي تعالج تقريباً بأجمعها المعاد. وقد تعرضت آياتها (من الآية ٥٧ إلى ٧٣ تقريباً سبع عشرة آية) إلى بحث فلسفة الخلق وقانون التكامل بشكل رائع وبذكر عدّة أمثلة ، وخلاصتها كالآتي : «كيف تشكون في المعاد والقيامة» رغم أنّه :
أولاً : إنّا خلقناكم من نطفة في رحم الأم ثم طويتم مسيرة التكامل حتى أصبحتم أناساً كاملين ، فهل لمن جعل النطفة تتكامل جنيناً أن يوقفه عند هذا الحد ، أم هل هو عاجز عن إعادة الحياة بعد الموت؟
ثانياً : أفلا تنظرون إلى ما تحرثون من الأرض ، فهل أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ، فلو شئنا لجعلناه حطاماً فلا تحصلوا منه على شيء ، إلّاأنّنا نسير بهذا العالم نحو السمو والتكامل وننبت مئات الحبات من حبة قمع واحدة ،