إستقلال الروح
لا شبهة ولا شك في الفارق بين الإنسان والحجر والخشب الخالي من الروح ، لأننا نشعر بانّنا نختلف عن الجمادات بل وحتى النباتات ، فنحن نفهم وندرك ونتصور ونقرر ونعشق ونتنفر ولنا إرادة و... بينما ليس هنالك أي من هذه المفردات للنباتات والأحجار ، وعليه فهناك عدّة فوارق أصولية بيننا وبينها وذلك هو إمتلاك «الروح الإنسانية» ، ولم يتنكر الماديون ولا غيرهم لأصل وجود «الروح» أو «النفس» ومن هنا فهم يقرون بعلمي معرفة النفس وبحث النفس. والعلمان المذكوران وإن إجتازا تقريباً مراحلهما البدائية ، فهما على كل حال من العلوم التي تدرس في كبار جامعات العالم ومن قبل الاساتذة والباحثين ، وكما سنرى فإنّ «الروح» و«النفس» ليسا حقيقتين منفصلتين عن بعضهما ، بل مراحل مختلفة لحقيقة واحدة. فإن كان الكلام عن إرتباط الروح بالجسم والتأثير المتبادل لكل منهما على الآخر ، أطلقنا عليه إسم «النفس» بينما نستعمل اسم الروح حيث نتعرض للظواهر الروحية المنفصله عن الجسم.
والخلاصة ليس هناك من ينكر أن في وجودنا حقيقتان باسم الروح والنفس.
* * *