إن لم يشعر أصحاب النظرة السطحية بذلك فيرونه على حالته السابقة الثابتة.
وبصورة عامة فإنّ حالة التبدل والتغير تسود كل كائن يتغذى ويستهلك هذا الغذاء ، وعليه يمكن أن يكون جميع أجزاء بدن رجل السبعين عاماً قد تغيرت لعشر مرات ، الذي نريد أن نخلص إليه إننا لو اعتبرنا الإنسان كما يراه الماديون هو ذلك الجسم والأجهزة العصبية والدماغية والخواص الفيزيائية والكيميائية لابدّ أن تكون هذه «الأنا» قد تغيرت عشرة مرات خلال السبعين سنة ولايبقى ذلك الشخص السابق ، والحال لا ضمير يقبل هذا الكلام.
ومن هنا يتضح أنّ هناك حقيقة واحدة ثابتة طيلة العمر غير الأجزاء المادية وهي لا تتغير كالأجزاء المادية وتشكل أساس وجودنا وهي عامل وحدة شخصيتنا.
* * *
تفادي خطأ فاحش
يتصور البعض أنّ الخلايا الدماغية لا تستبدل ويزعمون أنّهم قرأوا في كتب العلوم الفسلجية أنّ عدد خلايا الدماغ واحد منذ أول العمر حتى آخره ، وهي لا تقل ولا تزداد بل تكبر فقط أنّها لا تنتج مثلها ، ولذلك إن تعرضت لصدمة لما أمكن تعويضها ، وعليه فلدينا وحدة ثابتة في مجموع البدن هي الخلايا الدماغية.
إلّاإنّ هذا خطأ كبير ، وذلك لأنّ من يقول هذا الكلام قد خلط بين مسألتين ، فما برهنه العلم اليوم هو أنّ خلايا الدماغ من حيث العدد ثابتة طيلة العمر فهي لا تزداد ولا تنقص ، لا أنّ الذرات التي تشكل هذه الخلايا