بحيث تفنى الروح بفناء الدماغ؟ أم هي كالسفن الفضائية التي تنفصل صواريخها عنها الواحد بعد الآخر بعد أن تنطلق على شكل مراحل بحيث تستمر بسرعتها في مواصلة حركتها ، فروح الإنسان أيضا بعد أن تنفصل عن البدن تبقي في عالم الأرواح وتواصل مسيرتها؟ لقد ذكرنا لحدّ الآن بعض الأدلة على إثبات نظرية إستقلال الروح وإليك الآن الدليل الآخر :
* * *
نفرض إنّنا جلسنا على ساحل بحر تتحرك فيه عدّة زوارق صغيرة وسفينة عظيمة ، ونشاهد الشمس تغرب من جانب ، كما نشاهد القمر يطلع من جانب آخر ، وطيور الماء الجميلة تعوم دائماً على ماء البحر تحط وتنهض ، وكان بجانبنا جبل شامخ يرتفع إلى عنان السماء.
والآن لنغمض أعيننا لحظات ونتمثل كل ما رأيناه في أذهاننا : جبل بذلك الإرتفاع وبحر بتلك السعة وسفينة عظيمة بتلك الضخامة ، هذا ما يتجسد في أذهاننا وهي كاللوحة الكبيرة جداً التي توجد أمام أرواحنا أو باطن أرواحنا.
والآن يطرح هذا السؤال : أين موضع هذه اللوحة الكبيرة؟
هل يسع خلايا الدماغ الصغيرة إستيعاب مثل هذه اللوحة العظيمة؟
قطعا لا ، بناءاً على هذا لابدّ أن نمتلك قسما آخر من الوجود يفوق هذه المادة الجسمانية وهو على قدر من السعة بحيث يستوعب في نفسه جميع هذه اللوحات.
هل يمكن تطبيق خارطة عمارة ذات خمسمائة متر على أرض ذات مائة متر؟
هل يمكن بناء صالة رياضية بعشرة آلاف متر على أرض مساحتها متر واحد؟!