هل الموت هو نهاية الحياة أم بداية حياة جديدة؟
عادة ما يعيش الناس حياتهم في الزمان الحاضر ويكتفون بما هم عليه الآن ، والأفراد الذين يعيشون الزمان الماضي ليسوا قلائل أيضاً ، وهذه الطائفة تنهمك على الدوام في التعامل مع النماذج الحاوية لأحداث الماضي الحلوة والمريرة بعد إنتشالها من تحت الأنقاض ، والواقع أنّهم يقضون أعمارهم في نبش قبور الماضين.
فهم لا ينفكون عن أمرين ؛ إمّا ذرف الدموع على الحوادث الأليمة ، وإمّا التغني ببطولات وأمجاد عظمائهم الذين دفنوا تحت التراب! نعم هناك من يفكر في المستقبل ولّا سيما المستقبل البعيد وهم قليلون ، وهنا يطرح هذا السؤال : ما السبب الذي يكمن وراء التحفظ عن التعرض لحوادث المستقبل والذي يتخذ أحياناً طابع الهروب؟
ترى أيعزى ذلك إلى طبيعة المستقبل الخارجة عن دائرة الحس ، والناس أبناء الحس فهم يألفون هذه الأم فقط؟
أم يعزى ذلك إلى هالة من الغموض والإبهام التي تغطي المستقبل فتجعله يكتسي حلّة مخيفة ؛ الأمر الذي يثير الهلع لدى من يقترب منه؟ أم أنّ المستقبل شئنا أم أبينا مقرون بالمشيب والعجز والكهولة وبالتالي