تحليل أبداً كأن نقول للمساواة نصفان وكل نصف غير الآخر فهذا الموضوع ليس بممكن ، فالمساواة مفهوم يأبى التحليل ، أمّا موجود أو غير موجود ولايمكن تنصيفه ، وبناءاً على هذا فمثل هذه المفاهيم الذهنية ليست قابلةللتحليل ولذلك لا يمكن أن تكون مادية ، لأنّها لو كانت مادية لأمكن تحليلها ، وكذلك لا يمكن لروحنا بصفتها مركزاً لهذه المفاهيم غير المادية أن تكون مادية ، وعليه فهي تفوق المادة (عليك بالدقّة).
* * *
٥ ـ الأدلة التجريبية على إستقلال الروح
أثبتنا لحدّ الآن إستقلال الروح عن طريق أربع إستدلالات عقلية ومنطقية ، وبرهنا أو الروح لايمكنها على ضوء مذهب الماديين أن تكون خاصية فيزيائية وكيميائية لخلايا الدماغ ، ولابدّ أن تكون حتمياً موجوداً يفوق المادة الجسمانية.
ونتجه الآن صوب الأدلة التجربية لنثبت من خلالها إستقلالية الروح وعدم كونها مادية ، فقد أورد الفلاسفة وعلماء الإلهيات المعاصرون الروح في مصاف المسائل التجربية وقد منحوها صورة حسية وتجربية لُاولئك الذين يتعذر عليهم قبول الإستدلالات العقلية ، حتى سلّم جمع من علماء العلوم الطبيعية لتلك الأدلة التجربية فاعترفوا بالروح على أنّها وجود يفوق المادة.
ويمكن الإشارة باختصار إلى أقسام الأدلة التجربية وهي :
١ ـ الإرتباط بالأرواح
٢ ـ التنويم المغناطيسي
٣ ـ النوم الاعتيادي والرؤيا