الموت والعدم ، وهي الأمور التي يرتعش منها الفرد ويهرب منها بكل كيانه.
ولكن على كل حال لامفر لنا من التعامل مع المستقبل رغم الخوف والهلع والإبتعاد والهرب ، ولا شك أنّ هذا المستقبل هو الذي يختزن مصيرنا وعاقبة أمرنا ، فالماضي ولّى وإندثر والحاضر سينتهى كلمح بالبصر إلى الماضي ، وعليه فلا يبقى سوى المستقبل ؛ المستقبل البعيد الذي تكتنفه الأسرار والألغاز والذي ينتظرنا فنسير نحوه دون تريث ، فلم لا ندركه ونفكر فيه؟
الموت ليس بهذا الرعب
إنّ الناس ورغم كل اختلافاتهم وتنوع مشاربهم الفكرية والعقائدية سيبلغون شاءوا أم أبوا وكيفما تحركوا وإنطلقوا نقطة مشتركة تتمثل بالموت وإختتام هذه الحياة.
فنقطة إنطلاقة الحياة غنية كانت أم فقيرة ، وفي وسط الجهل كانت أم العلم ، ومقرونة بالسعادة أم الشقاء سيأتي عليها الموت بغتة فيجعل الجميع يعيشون حالة واحدة تسودهم فيها المساواة التامة المطلقة التي يعجز الكل عن الإتيان بها.
ولهذا يمكن تأمل مقدار العمر وطول الحياة ، بينما لايمكن مناقشة الموت ، حتى لو استخرجنا ماء الحياة من الظلمات واحتينا جرعة منه ، فإنّ الحياة الأبدية متعذرة محالة ، لأنّ طول العمر لايعني الأبدية قط.
وعلى هذا الأساس يتفق جميع الأفراد على الإيمان بالموت رغم الفوارق الفكرية التي تسودهم ، ولعل التعبير عن الموت باليقين على لسان آيتين من الآيات القرآنية هو إشارة إلى هذه الحقيقة ، فقد صرحت إحدى