هاتين الآيتين بالقول : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيكَ الْيَقينُ) (١)
وصرحت الآية الأخرى على لسان الآثمين : (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينِ* حَتَّى اتَيْنَا الْيَقِينُ) (٢)
ومعنى ذلك لقاء المحسنين والآثمين في تلك اللحظة القطعية واليقينة.
الشعور الإنساني حين الموت
السؤال الذي يطرح نفسه هنا : بم يشعر الإنسان حين الموت؟
لا أحد يعرف الشعور الذي يخالج الإنسان حين الموت ، حيث لم يعد أحد من هناك ليشرح للآخرين شعوره في تلك اللحظة الحساسة.
فهل مفارقة هذه الحياة كقلع السن اثر حالة التخدير ودون أي ألم ومعاناة ، أم يعاني الإنسان حينها أقسى أنواع العذاب والشدّة بحيث يعجز الإنسان عن وصف تلك الحالة؟
أم القضية تختلف باختلاف روحيات الأفراد وأخلاقياتهم وصفاتهم وأعمالهم؟ فهو سهل يسير على البعض كاستشمام رائحة الوردة ، بينما ثقيل وصعب على البعض الآخر كحمل ثقل وزنه الجبل.
ولعل هناك شعورا آخر يخالج الإنسان لحظة الموت لايسعه فكرنا وذهننا ولايمكننا إدراكه في ظل ظروف هذه الحياة.
فلو قدر لوليد خرج من رحم أمّه العودة الثانية إلى توأمه الآخر في الرحم ، فهل يسعه شرح ما شاهده خارج رحم أمّه منذ الولادة حتى عودته ثانية إلى بطنها؟
__________________
(١) سورة الحجر ، الآية ٩٩
(٢) سورة المدثر ، الآية ٤٦ ـ ٤٧