المرتاض «هاريك لوس» في إحدى المدن الهندية أمام الحاكم الإنجليزي «كلوديوس فايدو». فقد جعلوه في تابوت وأقفلوه ثم دفنوه تحت التراب وأوكلوا من يحرسه ليل نهار وقد حضر عند قبره الآلاف من صحبه وأتباعه وهم يشاهدون ذلك المنظر العجيب ، وبعد مدّة أخرجوه وقد بدا بدنه ذابلاً وجلده ميتاً بحيث لا تشاهد فيه آثار الحياة ، ثم أخذوا يرشّون عليه الماء الحار شيئاً فشيئاً وعملوا له تنفساً إصطناعياً حتى عاد إلى وضعه ، فكيف نفس هذه القضية وسابقاتها إن إعتبرنا الروح من الخواص الفيزيائية والكيميائية الصرفة لخلايا الدماغ ، وهل للخواص الفيزيائية والكيميائية لخلايا الدماغ القدرة على حركة جسم أو ثني فلز وما شابه ذلك من الأفعال العجيبة؟
* * *
النتيجة
النتيجة التي يمكن أنّ نخلص إليها من مجموع الأبحات ذات الصلة باستقلال الروح بما فيها الأدلة العلمية والتجربية هي أنّ الروح حقيقة فوق المادة ، وعليه فليس لخواص المادة من قبيل الفناء والعدم والتآكل من سبيل إليها ، وهكذا فهي تستطيع البقاء بعد فناء البدن.
وإثبات بقاء الروح بعد الفناء وإن تفاوت مع مسألة المعاد والقيامة ، ولكن مع ذلك فهو خطوة باتجاه القيامة والعالم الأبدي الذي يعقب الموت ، وسيكون ردّاً على اولئك الذين يرون الموت آخر مراحل الوجود الإنساني ونقطة زواله وفنائه ، ويعتقدون أنّ الإنسان حين يموت يعود إلى عالم ميت فتضيع ذرات وجوده في طيات التراب والماء والهواء وينتهي كل شيء!
* * *