إنتهى كل شيء ، بالضبط كالمولد الكهربائي الذي ينتهي فتنفد طاقته وتزول مادته ، وحين القيامة تجمع الأجزاء المتلاشية لهذا المولد الكهربائي أي بدن الإنسان وتلحق مع بعضها وتكتسب صبغة الحياة وبالطبع فإنّ الروح بفضلها من آثارها وخواصها كالطاقة بالنسبة لذلك المولد الكهربائي تعودإليها.
الإسلام والمعاد
سنتناول في البداية رأي الإسلام بهذه المسألة ثم نورد الأدلة العقلية بهذا الخصوص.
طبعاً يعتبر القرآن من أهم المصادر بالنسبة للمسائل الإسلامية ، فهذاالكتاب السماوي تحدث في أكثر من موقع عن المعاد الجسماني (طبعاًالمقرون بالمعاد الروحاني) وأدنى معرفة بالآيات القرآنية تكفي لنفي إقتصارالمعاد على المعاد الروحاني ، لأنّ ـ كما بيّنا ذلك بالتفصيل في صدر هذاالكتاب ـ القرآن بهدف تقريب المعاد إلى أذهان المنكرين قد ضرب أمثالاًرائعة للردّ على إيرادتهم وهي ممزوجة بنوع من الإستدلال الحي ، حيث أراد تجسيد قضية المعاد والقيامة إلى حدّ المشاهدة والإحساس لدى الناس ، ولذلك فإنّ جميع هذه الأمثلة والتشبيهات القرآنية بشأن المعادإنّما تؤيد المعاد الجسماني.
فأحياناً يدعو الناس إلى مشاهدة تكرار عملية الموت والحياة في عالم النباتات وكيف تكرر قضية المعاد كل سنة أمام الأعين.
فالأرض تتجه في فصل الخريف تدريجياً نحو الموت ، تكتسب الزهوروالأغصان والنباتات صبغة الموت ، وتموت في الشتاء ، إلّاأنّها تستعيد