١ ـ شبهة الآكل والمأكول
هذه من الإشكالات القديمة التي أوردت على المعاد الجسماني وخلاصتها : إفرض أنّ إنساناً حين القحط والمجاعة الشديدة تغذى على لحم آخر بحيث أصبح جزء من بدن الإنسان الأول أو جميعه من لحم الإنسان الثاني ، فهل ستنفصل هذه الأجزاء في المعاد عن الإنسان الثاني أم لا؟ فإن كان الجواب بالإيجاب أصبح بدن الإنسان الثاني ناقصاً ، وإن كان الجواب بالسلب كان بدن الإنسان الأول ناقصاً.
أصلاً ليست هناك من حاجة لهذه الفرضية ، فهذا الموضوع يجري دائماً في الطبيعة حيث يموت الناس ويصبح بدنهم تراباً ويصبح التراب جزءاً من الأرض ثم يتبدل بعد إمتصاصه من قِبل جذور الاشجار تدريجياً إلى نبات أو ثمرة فيتغذى عليها سائر الناس ، أو الحيوانات ، بعد ذلك يتناول الإنسان لحوم هذه الحيوانات.
وعليه فأجزاء الأفراد السابقين تصبح من هذا الطريق جزءاً من بدن الأفراد اللاحقين.
ولاينبغي لكم أن تتعجبوا إذا ما علمتم بأنّ هذه التفاحة التي توضع أمامنا قد تكون أصبحت لعشر مرات جزءاً من بدن إنسان ثم عادت إلى التراب ، وامتصت ثانية من قبل جذور وتحولت إلى تفاحة ثم تناولها إنسان آخر وأصحبت جزءاً من بدنه ، وعلى هذا الأساس فإن كان المعاد جسماني تصارعت عشرة أبدان يوم القيامة على بعض الأجزاء وسيكون لكل جزء من يدعيه له ، فكيف سيكون المعاد جسمانياً؟
* * *