إجابة وتحقيق
قلنا أنّ الإيراد المذكور من أقدام الإيرادات التي وردت على المعاد الجسماني وقد أجاب عليها الفلاسفة والمتكلمين القدماء كالخواجة نصير الدين الطوسي والعلّامة الحلي و... كل حسب مبانيه ، وأهم جواب طرحه قدماء العلماء على ذلك الإيراد عن طريق «الأجزاء الأصلية» و«الأجزاء غير الأصلية».
وطبق ذلك فهم يقولون : لبدن الإنسان قسمان من الأجزاء هي : الأجزاء الأصلية والأجزاء الإضافية.
الأجزاء الأصلية هي الأجزاء التي تبقى طيلة عمر الإنسان فلا تتعوض ولا تفنى ولا تصبح جزءاً من بدن إنسان آخر أبداً ، حتى وإن تناولها شخص آخر فلا تصبح جزءاً من بدنه.
أمّا الأجزاء الإضافية فهي قابلة للتغيير والتعويض وهي دائماً في حالة تغيّر ويمكن أن تكون جزءاً من بدن إنسان أو حيوان آخر ، وهكذا تحلّ المشكلة ، يعني في يوم القيامة فإن الأجزاء الأصلية لبدن كل شخص تنمو في مدّة قصيرة كبذور النباتات أو نطفة الإنسان وتصنع البدن الأصلي.
والسؤال الوحيد الذي يبقى أمام هذا الجواب والذي يبدو بصورة فرضية مبهمة هو : أي الأجزاء من البدن هي الأصلية وكيف يمكن تمييزها عن سائر الأجزاء؟
هناك عدّة إجابات على هذا السؤال لعلها تزيل الإبهام ومنها :
١ ـ الأجزاء الأصلية هي «الجينات» الواقعة على الكروموسومات في وسط نواة الخلايا ، وعليه فهذه الجينات جزء من نواة الخلية الثابتة الوضع طيلة العمر وتشكل الأجزاء الأصلية لبدن الإنسان.