سؤال
السؤال الوحيد الذي يبقى هنا : على ضوء هذه النظرية فإنّه يمكن العثور على أجزاء معينة كانت يوماً جزء بدن آثم وبعد تحولها إلى تراب وجزء من النباتات إلى جزء بدن إنسان صالح ، فهل عودة هذه الأجزاء التي كانت يوماً في مسير الذنب وآخر في مسير الطاعة إلى بدن الأول وهو بدن الآثم ينسجم والعدالة؟
جواب
يتضح جواب هذا السؤال من الالتفات إلى نقطة وهي أنّ الروح هي مركز الآلام والأوجاع وكذلك الهدوء والراحة ، وما الجسم إلّاوسيلة ، ولذاإنّ بضّع بدن ميت إلى قطع قطع فأنّه لن يشعر بأي ألم ، كما لايشعر بأي وجع لو قطع جسمه حين التخدير ، وعليه فالثواب والعقاب يترتبان على الروح والجسم وسيلتها ، حيث يستند الثواب والعقاب والمعصية إلى الروح والبدن وسيلتها كذلك في هذا الأمر ، وإننا لا نستند قط في مسألة المعادالجسماني إلى هذا المطلب في أنّ البدن الفلاني أذنب أو البدن الفلاني أحسن بل نعتمد هذا المعنى في أنّ الروح لايمكن أن تكون لها حياة كاملةدون البدن ، ومن هنا لابدّ أن تعود الروح إلى جسمها الأصلي وتواصل حياتها الكاملة.
والنتيجة هي أنّ وجود أجزاء معينة في بدنين (بعد حل مشكلة وحدةالشخصية) لايخلق مشكلة من حيث الثواب والعقاب.
وهكذا يتبيّن حلّ شبهة الآكل والمأكول التي شغلت أفكار أغلب الأفراد ولعل عدم حلّها جعلهم يترددون في إقرار مسألة المعاد الجسماني ، أي يمكن الردّ على الإيراد المذكور من خلال قبول المعاد الجسماني بهذا