الاعتبار مساحة إيران بعمق ألف متر من التراب فانّها تلبي بناء أبدان ملياردات مليارد من أفراد البشر خلال ميلونين وخمسمائة ألف سنة ، رغم أنّ بلدنا يشغل زاوية صغيرة من سطح الكرة الأرضية وهذا ما يتضح من أدنى نظرة إلى الخارطة الجغرافية.
فيتضح ممّا ذكرنا عدم صحة الزعم القائل بعدم كفاية تراب الكرة الأرضية لتلبية حاجة أبدان جميع أفراد البشرية.
* * *
٣ ـ ما الجسم الذي يشمله المعاد؟
السؤال الآخر الذي يطرح بشأن المعاد هو : إذا كان المعاد جسمانياً ، فأي بدن من الأبدان التي إكتسبها الإنسان طيلة عمره سيكون المعاد؟ لأنّنا نعلم أنّ البدن والجسم يتغير عدّة مرّات طيلة عمر الإنسان ، ويحتمل أن تعوض خلايا البدن كل سبع سنوات وتستبدل بخلايا جديدة.
وطبعاً فإنّ هذا التغيير إنّما يتم بصورة تدريجية ودقيقة بحيث لايبدو محسوساً قط ، والطريف أنّ الخلايا الجديدة تجتذب جميع مميزات وخصوصيات الخلايا القديمة ، أي أنّها تكون بنفس الحجم والشكل واللون ، أو ليست هي وليدة وراثة الخلايا القديمة ، فكيف لاتشبهها في كل شيء؟
على كل حال فبالنظر لما قيل يبقى سؤال وهو : إنّ الإنسان قد عوّض بدنه عشر مرات خلال سبعين سنة وقد أتى بكل واحد منها أعمالاً حسنة أخرى سيئة ، فهل يعود بمجموع هذه الأبدان بحيث يصبح هيولا عجيبة؟ أم ببدن واحد منها ، وذلك ترجيح بلا مرجح ، أضف إلى ذلك فإن لكل بدن صحيفة أعمال بحيث يمكن أن تكون متفاوتة تماماً مع صحيفة أعمال