شربت الحياة عذباً وشربت الشهادة في سبيل الحق والأهداف السامية أعظم عذوبة وحلاوة ، وتلقن الإنسان بعدم الاستسلام لأي شيء والانحناء لأي شرط بسبب هذه الحياة ، بل عليه أن يكون حرّاً في دنياه ولايخشى الموت المشرف! والخلاصة فإنّ الموت ليس مرعباً دائماً ، فقد تكون هذه الحياة أعظم منه رعباً أحياناً.
* * *
لماذا نخاف من الموت؟
هنالك فردان يخافان من الموت ؛ أحدهما من يفسّره بمعنى العدم والفناء المطلق ، والآخر من كانت صحيفة أعماله سوداء ومظلمة ، أمّا من لم يكن من هؤلاء ولا اولئك فما مبرر خشيته من الموت ، أفهناك شيء يفقده من جراء الموت؟
مشهورة هي حكاية «ماء الحياة» والتي تتناقل بسرعة فائقة حيث أقدم الإنسان منذ قديم الأيام بالبحث عن شيء يسمى «إكسير الشباب» وقد نمقوه بالأساطير والخرافات وعقدوا عليه الآمال.
ولعل القضية تفيد حقيقة تكمن في خشية الإنسان من الموت وحبّه لمواصلة الحياة والهروب من نهايتها ، على غرار إسطورة «الكيمياء» تلك المادة الكيميائية الخفية التي لو أُضيفت على النحاس الذي لا قيمة له جعلته ذهباً ذا قيمة باهضة ، والتي تفيد خوف الإنسان من الفقر الاقتصادي ومدى سعيه للحصول على الثروة.
وإسطورة إكسير الشباب هي الأخرى تعكس هلع الكهولة والضعف والتآكل وبالتالي الموت ونهاية الحياة.