٢ ـ (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَاكَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤنَ) (١)
٣ ـ (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ اشْتَاتًا لِيُروَا اعْمالَهُمْ) (٢)
٤ ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ) (٣)
فالآية الأخيرة تفيد أنّ الإنسان سيرى نفس العمل لا ثوابه وعقابه وكذلك الآيات السابقة ، طبعاً يمكن تفسير ذلك على أنّه مشاهدة النتيجة وثواب وعقاب العمل أو مشاهدة صحيفة الأعمال ، ولكن يبدو هذا التفسير خلاف ظاهر الآيات وليست هناك من قرينة على ذلك.
أضف إلى ذلك فهناك الكثير من الروايات الواردة في المصادر الإسلامية والتي تصدنا عن مثل هذا التفسير وترشد إلى كيفية تجسم الأعمال الحسنة والسيئة هناك.
هل يمكن تجسم الأعمال؟
المسألة المهمّة التي ترد هنا هي : هل تنطبق هذه المسألة والموازين العلمية؟ وتتضح الإجابة على هذا السؤال بعد الإلتفات إلى عدّة مقدمات مختصرة :
١ ـ نعلم أنّ العالم مركب من «مادة» و«طاقة» وإنّنا نراهما أينما نظرنا في السموات والأرض مع بعضهما ويبديان في صور مختلفة.
أمّا المتصور سابقاً هو أنّ هناك حدّاً فاصلاً لايمكن عبوره بين المادة والطاقة ، فالمادة مادة دائماً والطاقة طاقة كذلك ، إلّا أنّنا وبفضل تطور العلوم
__________________
(١) سورة الجاثية ، الآية ٣٣.
(٢) سورة الزلزلة ، الآية ٦.
(٣) سورة الزلزلة ، الآية ٧ ـ ٨.