فليخرس لساني سيصبح الأمر بعدك كذا وكذا ، أو ترتيب الأثر على كل شيء يبعد احتمال الموت أو يكون مؤثراً في طول العمر ، وإن بدا خرافة تماماً ولا أساس له وكذلك أدعيتهم التي تتضمن كلمة الدوام والخلود من قبيل : دام عمره ، دام مجده ، دامت بركاته ، خلد الله ملكه ، أطال الله عمره وكل عام وأنتم بخير و...!
والتي تشكل كل واحدة منها دلالة على هذه الحقيقة.
طبعاً لا يمكننا إنكار وجود بعض الأفراد النادرين الذي ليس لهم أدنى خشية من الموت ، حتى أنّهم يسارعون لاستقباله ، إلّاأنّهم قلائل ، كما أنّ العدد الحقيقي أقل بكثير من اولئك الذين يزعمون ذلك.
ما مصدر هذا الخوف والقلق من الموت؟
عادة ما يخشى الإنسان «الزوال» و«العدم».
يخشى «الفقر» ، فهو زوال الثروة.
يخشى «المرض» لأنّه زوال السلامة والعافية.
يخشى «الظلمة» حيث ليس فيها نور.
يخشى «الصحراء» وقد يخشى «الدار الخالية» لأنّه لا أحد فيها.
بل يخشى الميت حيث لاروح فيه ، والحال لايخشى ذلك الشخص حين كان على قيد الحياة والروح فيه! وبناءاً على ما تقدم فإن خشي الإنسان الموت فذلك لأنّه يراه «فناءاً مطلقاً» وعدماً لكل شيء.
وإن خشي الزلزلة والصاعقة والحيوان المتوحش ، فذلك لأنّها تهدد وجوده بالفناء والعدم.