والآن نسلّط الضوء على الآيات الواردة بهذا الشأن.
١ ـ الزلزلة العظيمة
(يَا ايُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ انَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىءٌ عَظيمٍ* يَوْمَ تَرَوُنَهَا تَذْهَلُ كُلّ مُرضِعَةٍ عَمَّا ارضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلُهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلكِنْ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ) (١)
قطعاً تقع هذه الزلزلة قبل القيامة وعلى أعتابها ، لا في يوم القيامة ، وذلك لأنّه لايوجدها في ذلك اليوم ولامرضع ، على كل حال فإنّ تلك الزلزلة العظيمة بداية تغيير واسع وشامل في عالم الوجود ، أي هو بداية الأمر ومن ثم ـ كما سنرى ـ يستمر حتى نهاية الكرات السماوية ، وأخيراً إنبثاق عالم الآخرة.
٢ ـ إنطفاء جذوة الشمس والقمر
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ* وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ* وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِلَتْ* وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِّرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ* وَإِذَا الْنُفُوسُ زُوِّجَتْ* وَإِذَا الْمُوءُدَةُ سُئِلَتْ* بِأَىِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ* وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِّرتْ* وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ* وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ* وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ* عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) (٢)
فالواقع هو أن هذه التغييرات العامة تشمل الناس والحيوانات والجبال والبحار والأرض والسماء وكلها تحضر القيامة.
لابدّ من الإلتفات إلى أنّ هذه الآيات تعرضت إلى علامت القيامة وكذلك
__________________
(١) سورة الحج ، الآية ١ ـ ٢.
(٢) سورة التكوير ، الآية ١ ـ ١٤.