جانب من حوادث يوم القيامة بحيث مزجهما معاً باسلوب رائع.
* * *
٣ ـ اليوم الذي يحطم فيه كل شيىء!
(الْقارِعَةُ* مَاالْقَارِعَة* وَمَا ادريكَ مَاالْقَارِعَة* يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالفَراشِ الْمَبثُوث* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالِعِهْنِ الْمَنفُوش) (١)
فالحقيقة هي أنّ الزلزلة آنذاك شديدة إلى درجة بحيث تدك كل شيء وتقام القيامة!
وقد أشير هنا إلى أوضاع الناس الحيارى الذين يخبطون خبط عشواء حين تلوح بوادر القيامة ، يعتقد البعض وخلافاً للتصور المشهور والشاعري السائد في الأذهان بشأن الفراشة والشمع ، حيث أنشدوا الأشعار وسردوا القصص التي تتحدث عن عشقها وتضحيتها من أجل معشوقها القاسي ، ويبدو أنّ الفراشة لا تضحي أبداً من أجل عشق الشمع ، وهي ضحية نسيانها فقط ، لأنّ حافظتها ضعيفة وعاجزة بحيث تنسحب فور إقترابها من شعلة الشمع وشعورها بالحرارة ، إلّاأنّها تنسى بعد برهة فتعود ثانية إلى الشعلة وتكرر هذا العمل مراراً حتى تخاطر بحياتها إثر هذا النسيان.
ولعل تشبيه الناس في الآيات المذكورة بالفراش المبثوث حين بروز أولى العلامات المخيفة للقيامة من أجل بيان عظيمة الحادثة التي تخطف العقول وتزيل الحافظة بالمرة.
* * *
كان ذلك جانب من علامات القيامة والتي تفيد بأجمعها مدى التفاوت
__________________
(١) سورة القارعة ، الآية ١ ـ ٥.