نوافذ على العالم الآخر
كيف أزالت الأبحاث العلمية الحديثة أغلب الصعوبات التي كانت تبدو ماثلة في طريق الحياة بعد الموت والتي كان يتصورها بعض ضعاف التفكير وضيقي الأفق أنّها من المحالات؟
فقد طرب ذلك الإعرابي فرحاً حين عثر على عظم رميم لإنسان لعله كان فريسة لحيوان مفترس ، أو إستسلم للموت إثر موته عطشاً في صحراء الحجاز القاحلة فصرخ من أعماقه «لأخصمن محمداً» وأثبت له إستحالة ما يزعم بخصوص إحياء الأموات.
ولعله قد حدّث نفسه قبل ذلك : هل هناك من رأى أو سمع بفاكهة متعفنة ومن ثم فاسدة وجافة قد عادت فاكهة طرية غضة من جديد؟ أم هل هناك من سمع عودة هذا اللبن الذي ترتضعه الناقة من ثدي أمّها وقد أصبح جزءاً من لحمها وعظمها لبن مرّة أخرى وعاد إلى الثدي؟
ثم إنّ هذا العظم الخاوي اليوم سيصبح غداً تراباً ثم تنثره العواصف الرملية لهذه الصحاري الواسعة هنا وهناك بحيث لايبقى منه أدنى أثر ، فأي عقل يرى أنّه سيعود ثانية على هيئة طفل جميل وفتى قوي وكهل فطن؟
إنّ مثل هذا الكلام لاينطلي سوى على المجانين!