القيامة في باطنكم
إنّ هذه المحكمة التي يتحد فيها القاضي والشاهد ومنفذ الأحكام والتي تستقر في أعماق أرواحنا جميعاً هي نموذج حي على محكمة العدل الإلهي في القيامة والبعث.
واليوم حين يراد إنشاء بناية أو مصنع فانّهم عادة ما يصنعون مسبقاً نموذجاً مصغراً يشتمل على كافة مشخصات ومواصفات تلك البناية الضخمة أو المصنع الكبير ليكون مثالاً ونموذجاً يحتذونه في عملهم وهو ما يصطلح عليه بالمجسمة.
والإنسان أعجوبة عالم الخلقة هو مجسمة صغيرة جدّاً ومختصرة للعالم ، مع فارق هو أنّ هذه المجسمة قد أعدت بعد كل ذلك ، لأنّ صانعها ومصممها لم يعدها على غرار الصانعين من الأفراد بهدف تلافي الأخطاء بسبب علمهم المحدود ، فالمفروغ منه أنّ الصغر والكبر يجري علينا بفضل محدوديتنا ، بينما هما سيّان بالنسبة لمن كان مطلقا ولامتناهياً في علمه وقدرته.
والعجيب في هذه المجسمة الإنسانية أنّها حملت نموذجاً دقيقاً لكل شيء بما في ذلك الأسرار والقوى والعجائب والدوافع والمنظومات والكواكب والحيوانات بخلقها وطبائعها والملائكة بروحياتها وهكذا كل شيء