قد أختصر فيها ، وما أروع تلك العبارة التي وردت في الشعر الذي ينسب إلى أميرالمؤمنين علي عليهالسلام أنه قال :
«وتزعم أنّك جرم صغير وفيك |
|
إنطوى العالم الأكبر!» |
لقد ظهر اليوم مشروع للاستفاده من المايكروفيلم في مكتبات العالم الضخمة بهدف حل مشكلة مكان الكتاب ، فمثلاً يمكن حشر كبار المكتبات في صندوق من خلال استعمال أفلام غاية في الصغر ، فإذا برزت الحاجة كبّروا تلك الأفلام بمجاهر خاصة ليتمكنوا من مطالعة مايريدون ، وكأن هذا الإنسان بمثابة ذلك المايكروفيلم لمكتبة الخلق العظيمة ، وكفاه ذلك فخراً.
وهذا تشبيه رائع بين كبير العالم وصغيرة والذي أخذ يتضح أكثر فأكثر بوسطة التطور والتقدم الذي أحرزه العلم ، وإنّنا لنرى نماذج أصغر من ذلك في سائر موجودات العالم.
البنية المذهلة للذرة هي مجسمة للمنظومة الشمسية العظيمة بتلك السيارات والحركة الدورانية العجيبة ، والمنظومة الشمسية بدورها مجسمة للمجرّات وكذلك بُنية الخلية التي لايمكن الوقوف على جماليتها وروعتها إلّا بالمجهر مجسمة لبُنية الشجرة والحيوان والإنسان.
البذرة الصغيرة للزهور والخلية الحيّة الكامنة إلى جوار كل نواة ، والنطفة الصغيرة المعلقة في صفار البيضة ، كل واحدة منها نموذج لطيف وجميل لباقة ورد أو شجرة عملاقة مثمرة أو دجاجة جميلة ، فكل ما كان في تلك النماذج موجود في هذه ولابدّ أن يكون كذلك ، أو ليس عالم الوجود وحدة واحدة متصلة مع بعضها؟ إن هذا التشابه بين العالم الصغير (الإنسان) والعالم الكبير يجعلنا نلتفت إلى أنّ كل ما في العالم الكبير يوجد نظيره في الإنسان ، والعكس بالعكس ،