٣ ـ (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدةً فَاذَا انْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَانْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوُجٍ بَهِيجٍ* ذَلِكَ بِانَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَانَّهُ يُحيىِ الْمَوتى وَانَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِير) (١) وبهذا الشكل أصحبت قضية الحياة بعد الموت على هيئة أمر حسي وملموس يتكرر أمام العين كل سنة ، بعد أن كانت تراه الجاهلية أمراً محالاً وغير معقول وحتى جنوني.
الردّ على إشكال مهم
قد يرى البعض أنّ هناك إشكالاً مهماً يمكن طرحه بهذا الخصوص وهو : هناك بون شاسع بين حياة الإنسان بعد الموت وتجديد الحياة بالنسبة للأرض الميتة في فصل الربيع ، لأنّنا نعلم أن ليس هنالك من موت حقيقي بالنسبة لمثال الأرض والنبات ، كل ما هنالك ، هو إندثار لجذوة الحياة ، فالأشجار لن تموت قط في فصل الشتاء ، بل هناك سبات ، بينما بصيص الحياة موجود في جوف الجذر والغصن والساق ، ومن هنا فهي تفرق عن الشجرة الجافة واليابسة ، أضف إلى ذلك هناك موت ظاهري للأرض لا واقعي حيث هنالك البذور الحيّة للنباتات التي تتخللها فإذا توفر المحيط اللازم أخذت بالنمو والظهور ، فلو خلت تلك الأرض من البذور لما دبّت فيها الحياة ولو هطل عليها المطر لآلاف السنين وهذا يختلف تماماً والموت الحقيقي لبدن الإنسان.
وللإجابة على هذا الإشكال لابدّ من الإلتفات إلى أمرين :
١ ـ لابدّ من التوقف عند بذرة النبات أو نواة الشجرة بفضلها خلية حيّة
__________________
(١) سورة الحج ، الآية ٥ ـ ٦.