ليس أكثر فكيف تتبدل إلى مئات الأغصان والسيقان والجذور والأوراق الحيّة؟ ألم تنبثق من هذه الأتربة الهامدة الميتة وذرات الأرض وقطرات الماء واوكسجين الهواء وهيدروجينه وكل هذه المواد أموات عالم الطبيعة ، لتشكل نفسها وتصنع كائنات حيّة من تلك الموجودات الميتة؟ أو لم تكن هذه الشجرة وذلك البرعم والنبات الذي يحركه هبوب الرياح وما إلى ذلك ، ألم تكن كل هذه الأشياء لبضعة أيام أو عدّة شهور قبل تلك الذرات الميتة الهامدة في التراب وقد أصبحت اليوم بهذا الشكل؟
أفنجانب الواقع بأن قلنا الأرض الميتة قد تبدلت إلى أرض حية؟ جدير بالذكر هو أنّ القرآن الكريم لايقول الأشجار الميتة تصبح حيّة (لأنّها لم تمت) بل يقول : الأرض الميتة وذرات التراب تصبح حيّة!
٢ ـ لو ألقينا نظرة على بداية إنبثاق الحياة في الكرة الأرضية ، لأتضحت المسألة أكثر فأكثر ، لأنّ الأرض كانت محرقة في البداية ولم يكن فيها أي كائن حي ، ثم بدأ عصر السيول والأمطار ، واتحد عنصر الهيدروجين الخانق بالاوكسجين وأخذت السيول والامطار تضرب الأرض لملايين السنين حتى بردت واستوت ، فلما توفر المحيط اللازم للحياة ، دبّت فيه بدايات الحياة وظهرت من تلك المواد الميتة للأرض بطريقة تنطوي على الأسرار التي ما زالت خافية على العلماء ، وهكذا إكتسبت تلك الأرض الميتة الحياة.
* * *