ماذا نعلم عن عالم ما بعد الموت؟
١ ـ آفاق من أبحاث الكتاب
لقد كتب القليل النادر للأسف الذي لا يتجاوز عدداً محدوداً في مجال المعاد وقيامة الأرواح والأجساد والعالم الأخر بعد الموت رغم الأهميّة القصوى التي تحظى بها هذه الموضوعات ، وعلى الرغم من تعطش أفراد الجنس البشري لمعرفة ماذا سيحدث بعد الموت ، هل ستستمر الحياة وفي إطار أفق أوسع وأشمل أم لا؟
هل أنّ ظروف الحياة في العالم الآخر هي ذاتها بالنسبة للحياة في هذا العالم ، أم حالنا بالنسبة إلى حقائق ذلك العالم حال الجنين الذي لايمكنه أن يتصور أوضاع الحياة خارج رحم أمّه فلا يدرك من مفاهيم الحياة وشروق الشمس وضياء القمر ومداعبة نسيم الربيع وجمال البراعم والزهور وتلاطم الأمواج وعظمة عالم الخلق سوى أنّها قبضة من اللحم والدم.
فهل لجهودنا في ظلّ هذه الحالة أن تكلل بالنجاح؟
هل حقّاً ستكون أعمالنا السيئة والصالحة معنا في ذلك العالم ، وهي التي ستسوقنا إلى العذاب والنقمة أو الراحة والنعمة؟
وهل يمكننا أن نحيط خبراً بذلك العالم رغم عدم عودة أحد منه؟