ظرف تفريط منها من التملّق لأرباب الدول ، والتواضع للمتكبّرين وغير ذلك ممّا يذكر بعضها في التواضع مع ما يدلّ على ذمّها.
وعلاجه بعد التذكّر لقبحه عقلاً ونقلاً ، ومدح التواضع كذلك ، بتحصيل ضدّه الذي هو التواضع.
فصل
البغي عسر الانقياد لمن يجب انقياده عقلاً ، وربما فسّر بمطلق الاستطالة والعلوّ حتّى يشمل أنواع الكبر بأسرها مع الظلم والتعدّي ، وهو من أفحش أنواع الكبر ، والباعث لتكذيب المكذّبين للأنبياء والمرسلين ، وقد هلك به أغلب الكفّار والباغين.
والأخبار في ذمّه بخصوصه أكثر من أن تحصى.
وعلاجه ـ بعد تذكر تلك الأخبار ومادلّ على مدح التسليم والانقياد من الآيات والأخبار الدالّة على وجوب إطاعة الله ورسله وأوليائه ـ بما تذكر في الكبر والعجب وتكليف نفسه بالانقياد ولو تكلّفاً حتّى تنقاد ويصير لها ملكة.
فصل
ومن نتائج العجب تزكية النفس بنفي النقائص عنها ، وإثبات الفضائل لها. ويكفيك في قبحه ما قدّمناه في العجب ، مع أنّ فيه من القبح العرفي ما يشهد به الوجدان. ولذا قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : « تزكية المرء لنفسه قبيح ». (١)
قال الله تعالى : ( فلا تزكّوا انفسكم هو أعلم بمن اتّقى ) (٢).
وعلاجه علاج العجب مع تكليف نفسه بضدّها ، أي هضمها وكسرها وإثبات النقص لها إلى أن يصير لها ملكة.
__________________
١ ـ جامع السعادات : ١ / ٣٦٦.
٢ ـ النجم : ٣٢.