فصل
ثم الحرص من أقوى شعب حبّ الدنيا وهو ملكة مهلكة تبعث على جمع الزائد عن الحاجة من الأموال من دون وقوف على حدّ مخصوص.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يشيب ابن آدم ويشبّ فيه خصلتان الحرص وطول الأمل ». (١)
وقال الباقر عليهالسلام : « (مثل) الحريص على الدنيا كمثل دودة القزّ كلما ازدادت على نفسها لفّاً أبعد لها عن الخروج حتّى تموت غمّاً ». (٢)
وعن الصادق عليهالسلام فيما نزل به الوحي من السماء : « لو أنّ لابن آدم واديين يسيلان ذهباً وفضّة لبتغى لهما ثالثاً ، يابن آدم إنّما بطنك بحر من البحور ، وواد من الأودية لايملأه شيء الا التراب ». (٣)
وعلاجه التذكّر لما ورد في ذمّه من الأخبار وما فيه من الذلّ والمهانة ورقيّة الشهوة ، والتأمّل في أنّ ايثارها على غز النفس نقص في الإيمان والمعرفة ، ثم ما في جمعه من الآفات الدينية والدنيوية ، والاعتبار بالقرون الماضية والألم السالفة ، وأن القناعة من شيم عظماء الأمم من الأنبياء والأولياء والسلف الأتقياء الأبدال.
والحرص من خبائث طبائع الأداني والجهّال والأذال من الأعراب والأكراد وطوائف الكفّار من الرجال.
ويعرف أنّ المقصود من المال قضاء الضرورة وهو ممّا ضمنه الله تعالى على نفسه في مواضع كثيرة.
( فوربّ السماء والأرض إنّه لحقّ ). (٤)
__________________
١ ـ جامع السعادات : ٢ / ١٠٠.
٢ ـ جامع السعادات : ٢ / ١٠٠ ، الكافي : ٢ / ٣١٦ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حب الدنيا والحرص عليها ، ح ٧.
٣ ـ جامع السعادات : ٢ / ١٠٠.
٤ ـ الذاريات : ٢٣ ،