فصل
الوقاحة عدم مبالاة النفس وانفعالها من ارتكاب القبائح وهو من رداءة قوّتي الشهوة والغضب ، وقد أشرنا إلى كونها من رذائل المهلكات.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : « لاإيمان لمن لا حياء له ». (١)
وقال صلىاللهعليهوآله : « الايمان والحياء مقرونان في قرن واحد ، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه ». (٢)
وهي ممّا يتنفّر الطباع عن صاحبها ، وتشتمل على مهانة النفس وتستتبع كثيراً من الرذائل.
وعلاجه : التذكّر لقباحته وما يترتّب عليه من المفاسد ، ثم تكليف نفسه على تركه والالتزام بآثار الحياء الذي هو ضدّه حتّى يعتاد عليه.
فصل
طول الأمل ـ أي تقدير البقاء إلى مدّة يحتاج فيها إلى ما هو حريص في جمعه راغب في بقائه من الأهل والمال وغيرهما ـ من نتائج حبّ الدنيا ، فإنّ الانسان لمّا حصل له الانس والالتذاذ بشهواتها برهة من الزمان مضافاً إلى الميل الطبيعي ثقل على قلبه فراقها فكرهها وكاره الشيء يدفعه ويدفع أسبابه عن نفسه ويمنّيها بما يوافق مراده من البقاء فيها ووالتمتّع منها ويقرّرها في نفسه ويعكف عن (على ظ) فكر تحصيل أسبابه ولوازمه ودفع مونعه وعوائقه ، فيلهو عن ذكر الفناء والممات ولئن سنح له خواطر الاستعداد له في بعض الأوقات أقنع نفسه بالتسويف إلى أن يخطفه فجأة فينقطع إذذاك حيلته ويعظم حينئذ بليّته ويدوم مصيبته وحسرته ، ولايتصوّر المسوّف أنّ من يدعوه إلى الغد يكون معه غداً أيضاً ، وإنّما يزداد بطول المدّة رسوخاً وعلاقة
__________________
١ ـ الكافي : ٢ / ١٠٦ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحياء ، ح ٥ ، عن الصادق عليهالسلام.
٢ ـ الكافي : ٢ / ١٠٦ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحياء ، ح ٤ ، عن أحدهما عليهمالسلام.