بالمعروف والنهي عن المنكر وأمثال ذلك من ذمائم الصفات ، فمنه ما هو محرّم شرعاً مثل ذلك ويدلّ عليه ما يدلّ على حرمة التهاون فيهما ، وسيذكر بعض منه ، ومنه ما هو مكروه مثل الاستحياء عن بعض المستحبّات كالامامة والوعظ فيما لايشتمل على خطر ، ومنه ما ليس كذلك ، بل مباح ، الا أنّه لترتّبه على ضعف النفس المذموم يستحسن تركه وإن لم يكن بخصوصه مرجوحاً ، فافهم.
فصل
ومنها : استواء السرّ والعلانية ، أو كون الباطن خيراً من الظاهر ، وهو من شرائف الصفات ، وقد طلبه النبي صلىاللهعليهوآله من الله تعالى في بعض الأدعية ، وكان ذلك أهمّ مقاصد السلف ، ومن تأمّل فيما ورد في ذمّ النفاق ومفاسده وما ورد في مدح موافقة الظاهر للباطن وتقديم الرويّة في كلّ ما يصدر عنه من قول أو فعل لم تصعب عليه المحافظة المذكورة على هذه الخصلة التي هي من شرائف الأخلاق ، ولا التجنّب عن رذيلة النفاق.
فصل
الصبر ثبات النفس وسكونها في فعل ما يشقّ عليها فعله ، أو ترك ما يشقّ عليها تركه ، أو نازلة نزلت بها غير مقدورة لها.
وبعبارة أخرى : ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الهوى ، وذلك لما عرفت من أنّ بين العاقلة وخصيميها تنازعاً وتدافعاً ، فإن غلبت عليهما بحيث صارتا مسلّمتين لها في الأمر والنهي ، محكومتين تحت حكمها لم يحدث للنفس في ترك القبائح وفعل المحسن تزلزل واضطراب ، بل كانت مطمئنّة كما أشير إليها في الكلام الإلهي بقوله تعالى :
( يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة ). (١)
__________________
١ ـ الفجر : ٢٧ ـ ٢٨.