بضدّها ، على أنّ الباعث إمّا العداوة وطلب الجاه ونحوهما من رذائل الغضبية ، وإمّا الحرص والطّمع وما يشابههما من رذائل الشهوية ، فأنفع شيء في علاجها قطع بواعثها بما ذكر في محلها.
فصل
ومنها : الغيبة ، وهي أن يذكر الغير ولو إيماءاً أو رمزاً أو كتابة أو محاكاة.
وبالجملة : ما يفهم منه نقص في بدنه أو أخلاقه أو أفعاله أو أقواله المتعلّقة بدينه أو دنياه ولو في لباسه أو داره ، بحيث لوبلغه كرهه ، ويشهد لهذا التعميم بعد الاجماع المدّعى في كلام جماعة قوله صلىاللهعليهوآله : « هل تدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال صلىاللهعليهوآله : ذكرك أخاك بما يكره ». (١)
وقيل بحضرته : فلان ما أعجزه! فقال : « قد اغتبتم صاحبكم ». (٢)
وقالت عائشة : فلانة قصيرة ، فقال : « اغتبتها ». (٣)
وقال أحد الشيخين للآخر : فلان نوّام ، ثم سألا النبي صلىاللهعليهوآله إداما ، فقال : « تأدّمتما من لحم صاحبكم ». (٤)
وربما قيل بأنّه لاغيبة في أمر الدين ، فإنّها ذمّ لمن ذمّه الله ورسوله.
وقال الصادق عليهالسلام : « صفة الغيبة أن يذكر أحد بما هو ليس عند الله بعيب ... وأمّا الخوض في ذكر غائب بما هو عند الله مذموم وصاحبه فيه ملوم فليس بغيبة وإن كره صاحبه إذا سمع به ، وكنت أنت معافى عنه طالباً منه وتكون مبيناً للحقّ من الباطل ببيان الله ورسوله ولكن على شرط أن لايكون للقائل بذلك مراد غير بيان الحقّ والباطل في دين الله ...
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ٥ / ٢٥٦.
٢ ـ المحجة البيضاء : ٥ / ٢٥٦.
٣ ـ المحجة البيضاء : ٥ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧.
٤ ـ المحجة البيضاء : ٥ / ٢٠٦ ، في النسخ : « تاد تما من لحم صاحبكما ».