ياربّ هذا لم منعني معروفه وسدّ بابه دوني؟ » (١)
ومعرفته موكولة إلى العرف ، وفي بعض الأخبار التحديد بالأربعين من أربع (أربعة ظ) جوانب. (٢)
ولا ينحصر حقّه في كفّ الأذى ، فإنّه حقّ كلّ أحد ، بل لابدّ من الرفق وإسداء الخير وتشريكه فيما يملكه ويحتاج هو إليه من لمطاعم وعيادته في المرض وتعزيته في مصيبته وتهنئته في مسرّته والصفح عن زلّته وستر عورته وغضّ البصر عن حرمته والتوجّه لعياله في غيبته وإرشاد إلى مصلحته وتشييع جنازته وأن لايضايقه فيما يلتمس منه إذا أمكنه ولم يضرّه مطلقاً ولا يطيل البناء عليه فيشرف على بيته أو يحجب الهواء عنه الا بإذنه ، وغير ذلك مما ورد في الأخبار ، والمعيار الكلي رضاؤهم عنك ، فإن قالوا : أحسنت كنت محسناً وإن قالوا : أسأت كنت مسيئاً ، كما في النبوي (٣) صلىاللهعليهوآله .
فصل
ومنها : التكاهل عن أمور المسلمين والتكاسل عنها كسلاً أو بخلاً أو غيرهما.
وعن الصادق عليهالسلام : « أيّما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر ابتلاه الله بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا يعذّبه الله عليها يوم القيامة ». (٤)
وقال عليهالسلام : « أيّما مؤمن منع مؤمناً شيئاً ممّا يحتاج إليه وهو قادر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم أقامه الله يوم القيامة مسودّاً وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه ، فيقال : هذا الذي خان الله ورسوله ، ثم يؤمر به إلى
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٤٢٤.
٢ ـ الكافي : ٢ / ٦٦٩ ، كتاب العشرة ، باب حدّ الجوار ، ح ٢.
٣ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٤٢٥.
٤ ـ الكافي : ٢ / ٣٦٦ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من استعان به اخوه ، ح ٢ ، مع اخلاف.