ومن الدلائل أن يرى متفهّماً |
|
لكلام من يحظى لديه السائل |
ومن الدلائل أن يرى متقشفا |
|
متحفّظاً عن كلّ ما هو قائل |
وزاد آخر :
ومن الدلائل أن تراه مشمّراً |
|
في خرقتين على شطوط الساحل |
ومن الدلائل حزنه ونحيبه |
|
جوف الظلام فماله من عاذل |
ومن الدلائل أن تراه مسافراً |
|
نحو الجهاد وكلّ فعل فاضل |
ومن الدلائل زهده فيما يرى |
|
من دار ذلّ والنعيم الزائل |
ومن الدلائل أن تراه باكياً |
|
أن قد رآه على قبيح فعائل |
ومن الدلائل أن تراه مسلّماً |
|
كلّ الأمور إلى المليك العادل |
ومن الدلائل أن تراه راضياً |
|
بمليكه في كلّ حكم نازل |
ومن الدلائل ضحكة بين الورى |
|
والقلب محزون كقلب الثاكل |
فصل
من الوازم المحبّة ونتائجها الشوق وهو الميل إلى الوصول إلى الشيء بعد غيبة عنه أو إدراك ما أدرك بوجه دون آخر ، فإنّ الحاصل الحاضر لايشتاق إليه ، وكذا ما لم يدرك بوجه أصلاً فالشخص الغير المسموع وصفه ولا المرئي مطلقاً لايتصوّر التشوّق إليه ، وكذا الحاضر حين الرؤية فإنّه من قبيل تحصيل الحاصل.
نعم المتّضح [ له ] بوجه ما مع عدم استكمال الوضوح يشتاق إلى الكمال الذي هو عادمه حين الشوق ، كمن غاب معشوقه عنه وهو في خياله حيث يشتاق إلى استكماله بالرؤية ، والذي رآه في ظلمة واستتر عليه بعض ما يطلبه من صورته يشتاق إلى إشراق الضوء عليه باطلباً لإكمال الرؤية ، أو يكون ممدركاً لبعض كمالات المعشوق مع العلم بأنّ له كمالات أخر لم يدركها كان يرى وجهه ويشتاق إلى رؤية شعره وسائر أعضائه ، والشوق