الأعاظم ، وما أحراه حينئذ أن يكون أطلاق الانسان عليه كإطلاقه على التماثيل المنصوبة في الجدران ، بل لو كان منصفاً اعترف بأنّه ليس من هو أدون منه في عالم الأكوان ، لتنزّله بفقد خواصّ الانسانيّة عن مرتبتها ، فهو من هذه الحيثيّة يشبه البهائم.
وتنزّله بوجود الخواصّ البهيميّة التي هي غاية وجودها فيها وفقد ما هو غاية وجوده فيه عن المرتبة البهيميّة فهو من هذه الحيثية يشبه الجمادات.
وتنزّله عن المرتبة الجمادية بظهور غايات وجود الجمادات فيها دونه وهكذا.
وأدون أنواعه المركّب ، أي خلوّ النفس عن العلم بالشيء والعلم بأنّه لا يعلمه ، وعلاجه في غاية الصعوبة ، إذ مالم ينكشف للنفس خلوّها عن الكمال لم تمل إلى نيلها ، فتبقى على ضلالتها مادامت متعلّقة بالبدن.
وأنفع شيء في علاجه إن كان الباعث عليه اعوجاج السليقة تعلّم الرياضيّات ، لأنّها تورث الألف باليقينيّات واستقامة السليقة ، فيتنبّه على فساد العقيدة ، فيصير بسيطاً ، فيسهل رفعه بالطلب.
وإن كان من رسوخ الشبهات الفاسدة عرضها على أولي الأفهام السليمة والأذهان المستقيمة ممّن يقرّ بجودة قريحتهم مع استعمال القواعد المنطقيّة باحتياط بليغ واستقصاء تامّ ، وليكلّف نفسه على تصديق ما اختاره قسراً إلى أن يتأنّس بالأدلّة التحقيقيّة ، ويعتدل سليقته.
وإن كان من العصبيّة والتقليد فليجتهد في إزالتهما.
فصل
الحيرة إن كان الباعث عليها الجربزة كانت من لوازمها ، وإن كان العجز عن ترجيح الأدلّة أو عن الدليل الموصل إلى الحقّ المثمر لليقين كانت من لوازم جنس التفريط ، أعني البله والبلادة ، وهي أيضاً من المهلكات ، لأنّ ها