ثم الحرف : اما مصوّت وهو حروف المد واللين وهي الألف والواو والياء اذا تولدت من اشباع ما قبلها من الحركات المجانسة لها ، كالفتحة للالف والضمة للواو والكسرة للياء [كها] وهو وهي ، وهذه الثلاثة لا يمكن الابتداء بها فى تلك الحالة ، لانها حينئذ ساكنة ، ولا يمكن الابتداء بالساكن.
واما صامت وهو ما عداها من باقي حروف التهجي ، كالتاء والجيم والدال والراء ، وهذه يمكن الابتداء بها.
[تعريف الاعتماد وأنواعه]
قال : الثامن ـ الاعتماد : وهو كيفية تقتضي حصول الجسم في جهة من الجهات. وهو : اما لازم كالثقل والخفة واما مجتلب. وأنواعه ستة بحسب تعدد الجهات ، وهو غير باق.
أقول : هذا القسم أعنى الاعتماد يسميه الحكيم «ميلا» وثبوته فى الحس ظاهر ، فانا نحس فى الزق المنفوخ تحت الماء مدافعة الى الفوق ، وفي الحجر الواقف فى الهواء مدافعة الى التحت ، وهو غير الحركة ، لانها تعدم والمدافعة باقية. وهو غير الطبيعة أيضا ، فانها تكون موجودة في غير وقت المدافعة.
وعرفه المصنف : بأنه كيفية تقتضي حصول الجسم فى جهة من الجهات : امّا بالطبع كالزق المدافع الى الفوق ، والحجر المدافع الى تحت. وامّا بالقسر كالحجر المرمى الى جهة الفوق على خلاف طبعه. واما بالارادة كالحركة الحيوانية.
وينقسم الى لازم وهو ما كان طبيعيا ، كالثقل والخفة الذين فى الحجر والزق الى التحت والفوق. والى مجتلب وهو ما كان قسريا أو اراديا الى الجهات الاربع.