____________________________________
(رضي الله عنه) كان اسمه في الجاهلية عدن الكعبة ، فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله واسم أبيه أبو قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الصديق التيمي وهو الصديق لكثرة صدقه ، وتحقيقه وقوة تصديقه وسبق توفيقه فهو أفضل الأولياء من الأولين والآخرين.
وقد حكى الإجماع على ذلك ولا عبرة بمخالفة الروافض هنا لك وقد استخلفه عليه الصلاة والسلام في الصلاة (١) فكان هو الخليفة حقّا وصدقا وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم في اليوم الذي بدئ فيه فقال : «ادعي إليّ أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا ثم قال : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر» (٢). وأما قول عمر : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني أبا بكر رضي الله عنه ، وإن لا أستخلف فلم يستخلف من هو خير مني يعني النبي صلىاللهعليهوسلم (٣) فلعل مراده لم يستخلف بعهد مكتوب ، ولو كتب عهدا لكتبه لأبي بكر ، بل قد أراد كتابته ، ثم تركه وقال : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر. فكان هذا أبلغ من مجرد العهد ، فإنه دلّ المسلمين على استخلاف أبي بكر بالفعل والقول واختاره لخلافته اختيار راض بذلك وعزم على أن يكتب بذلك عهدا هنالك ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتابة
__________________
(١) يشير المصنّف إلى حديث «مروا أبا بكر فليصلّ بالناس». أخرجه البخاري ٦٦٤ و ٦٧٩ ، والدارمي ١ / ٣٩ ، وأحمد ٦ / ٩٦ و ١٥٩ ، وفي فضائل الصحابة ٨٨ و ٥٨٩ ، ومالك ١ / ١٧٠ ـ ١٧١ ، والترمذي ٣٦٧٢ ، والنمائي ٢ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، وابن ماجة ١٢٣٢ ، والبغوي ٨٥٣ ، وابن أبي عاصم ١١٦٧ ، وابن سعد ٣ / ٧٩ ، ١٧٩ ، والبيهقي ٣ / ٨١ من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه من حديث أبي موسى الأشعري البخاري ٦٧٨ ، وابن سعد ٣ / ١٧٨ ، وأحمد في فضائل الصحابة ١٤٠ و ٥٨٢. وأخرجه من حديث ابن عمر البخاري ٦٨٢ ، وأخرجه من حديث العباس أحمد ١ / ٢٠٩ ، وفي فضائل الصحابة ٧٩ و ٨٠ ، وصحّحه ابن حبان ٢١٧٤.
(٢) أخرجه مسلم ٢٣٨٧ ، وأحمد ٦ / ٤٧ و ١٠٦ و ١٤٤ ، والطيالسي ١٥٠٨ وابن سعد ٣ / ١٨٠ ، وابن أبي عاصم ١١٥٦ و ١١٦٣ ، والبغوي ١٤١١ ، وأبو نعيم ٢ / ١٨٥ ، والبيهقي في الدلائل ٦ / ٣٤٣ ، وأخرجه البخاري ٥٦٦٦ ، ٧٢١٧ بلفظ : «هممت ـ أو أردت ـ أن أرسل إلى أبي بكر وابنه ، فأعهد أن يقول القائلون ، أو يتمنى المتمنّون ، ثم قلت : يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون».
(٣) أخرجه البخاري ٧٢١٨ ، وأحمد ١ / ٤٣ ، والترمذي ٢٢٢٥ ، ورواه أحمد ١ / ٤٧ ، ومسلم ١٨٢٣ ، وأبو داود ٢٩٣٩ ، فزادوا فيه قال : (القائل عبد الله بن عمر) : فو الله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر ، فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله صلىاللهعليهوسلم أحدا وأنه غير مستخلف. لفظ أحمد.