مثلا مع القطع بأن الوجه الّذي نعرفه غير مراد. وهذا يعنى اجماع الجميع على التنزيه ونفى الوجه المعروف مثلا ، وهذا يعنى التأويل عندهم جميعا. ولكن ما المراد بالوجه؟ يقول السلفية : هو وصف لله أجراه على نفسه ، فهو أعلم بمدلوله. ويقول الأشاعرة انه لفظ عربى ، وحيث قد استحال المعنى الحقيقى فليكن المعنى المجازى الّذي يناسب عظمة الله هو المقصود. فهما متحدان فى التنزيه والتأويل ، وهذا هو المهم فى العقيدة ، وما عدا ذلك فشيء لا يستحق خصاما ولا اختلافا ، ولعل من الخير لهذه الأمة الاسلامية أن تفهم هذه الحقيقة واضحة جلية.
المخطوطات
بدأت صلتى بكتاب اللمع منذ سنة ١٩٥٠ حيث هدانى زميل فاضل الى نسخة منه بالمتحف البريطانى ، ولكنى وجدت هذه النسخة منقولة عن نسخة قديمة موجودة بالكلية الأمريكية ببيروت ، فرأيت من واجبى العلمى أن أستحضرها أيضا. وبذلك أصبح لدى من المخطوط نسختان وان شئت فقل نسخة واحدة قد نقل عنها نسخة أخرى. ولذلك جعلت اعتمادى على الأصل ، أعنى نسخة بيروت ، وان كنت لم أهمل النظر فى النسخة الأخرى التى نقلت عنها ، بيانا لقيمتها واستلهاما لها فى بعض الأماكن التى تتميز فى الأصل بصعوبة قراءتها.