بسم الله الرّحمن الرّحيم
خلاصة التصانيف في التصوّف
خطبة الكتاب
الحمد لله الذي أودع لطائف أسراره في قلوب العارفين ، وجعل البيان طريقا لوصولها إلى المسترشدين والصلاة والسّلام على أفصح الأنبياء لسانا وأوضحهم بيانا ، وعلى آله وصحبه الهادين ، وعلى جميع علماء شريعته العاملين.
أما بعد : فيقول المستعين بربه المبين الفقير إليه ، (محمد أمين) الشافعي مذهبا ، النقشبندي مشربا ، الكردي نسبة ، الإربلي بلدة ، الأزهري إقامة : إنه قد أظفرني الله وله الحمد بدرة غريبة ، من العلوم الإلهية ، موشحة بوشاح اللغة الفارسية. فاحتجبت عمن ليس له إلمام بها وهي من أنفس تصانيف العالم العلامة والبحر الفهامة ، حجة الإسلام الشيخ محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي صاحب (كتاب الإحياء) وهو الغني عن التعريف قدس الله سره ، وأفاض على المسلمين بره ، فرأيت من نصيحة المسلمين ، وخدمة الدين ، أن أستعين بالله على ترجمتها من (الفارسية إلى العربية) مع رقة اللفظ وجزالة المعنى وسهولة المبنى كي ينتفع بها الخاص والعام. والله أسأل أن يمن علينا بالفوز بدار السلام. قال ناقلها الفارسي في بيان سبب تأليف الأستاذ لهذه الرسالة الموسومة (بخلاصة التصانيف) بعد الثناء على الله تعالى وما يتصل به ما هذا ترجمته :
أما بعد : فقد كان رجل من تلامذة حجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي قدس الله سره العالي قد تعب في تحصيل العلوم مدة من السنين حتى حاز من كل فن نصيبا وافرا ففي ذات يوم صار يتفكر في نفسه ويقول : إني قد أتعبت نفسي مدة طويلة في تحصيل تلك العلوم ، والآن لا أدري أي علم أنفع لي منها ليكون سببا لهدايتي ويقودني في عرصات القيامة. ولا أدري أيضا غير النافع منها حتى أتباعد وأحترز منه كما قال عليه الصلاة والسلام : «نعوذ بالله من علم لا ينفع». وما زالت هذه الفكرة تغلب عليه حتى حملته على أن يكتب إلى شيخه كتابا يستفتيه فيه عن قصته هذه ومسائل أخرى. ويطلب منه مع ذلك النصيحة والدعاء.
قال فيه : مولاي إن كان الطريق إلى جوابي مدونا في كتبك العديدة كإحياء العلوم ، وكيمياء السعادة وجواهر القرآن وميزان العمل والقسطاس المستقيم ومعراج القدس ومنهاج العابدين