من السائل لإخلاص السائل ، وترك التكلف ، واستماع الحجة والقبول لها وإن كانت من الخصم.
آداب المتعلم مع العالم
يبدؤه بالسلام ، ويقل بين يديه الكلام ، ويقوم له إذا قام ، ولا يقول له : قال فلان خلاف ما قلت ، ولا يسأل جليسه في مجلسه ، ولا يبتسم عند مخاطبته ، ولا يشير عليه بخلاف رأيه ، ولا يأخذ بثوبه إذا قام ، ولا يستفهمه عن مسألة في طريقه حتى يبلغ إلى منزله ، ولا يكثر عليه عند ملله.
آداب المقرئ
يجلس جلسة الخشية ، واستماع الأمر ، وإنصات الفهم ، وانتظار الرحمة ، والإصغاء إلى المتشابه وإشارة الوقف ، وتعريف الابتداء ، وبيان الهمزة ، وتعليم العدد ، وتجويد الحرف ، وفائدة الخاتم ، والرفق بالبادي ، والسؤال عن المتعلم إذا غاب ، والحث له إذا حضر ، وترك الحديث ، ويبدأ بالمتلقن يلقنه ما يصلي به لنفسه ، أو احتاج إلى أن يؤم غيره.
آداب القارئ
يجلس بين يديه جلسة التواضع ، وجمع الفهم ، وخفض الرأس ، والاستئذان قبل القراءة ، ثم الاستعاذة والتسمية ، والدعاء عند الفراغ.
آداب معلم الصبيان
يبدأ بصلاح نفسه ؛ فإن أعينهم إليه ناظرة ، وآذانهم إليه مصغية ، فما استحسنه فهو عندهم الحسن ، وما استقبحه فهو عندهم القبيح ، ويلزم الصمت في جلسته ، والشزر في نظره ، ويكون معظم تأديبه بالرهبة ، ولا يكثر الضرب والتعذيب ، ولا يحادثهم فيجترءوا عليه ، ولا يدعهم يتحدثون فينبسطون بين يديه ، ولا يمازح بين أيديهم أحدا! ويتنزه عما يعطونه ، ويتورع عما بين يديه يطرحونه ، ويمنعهم من التحريش ، ويكفهم من التفتيش ، وي. بح عندهم الغيبة ، ويوحش عندهم الكذب والنميمة ، ولا يسألهم عن أمر ينوبهم فيثقلوه ، ولا يكثر الطلب من أهلهم فيملوه ، ويعلمهم الطهارة والصلاة ، ويعرفهم بما يلحقهم من النجاسة.
آداب المحدث
يقصد الصدق ، ويجتنب الكذب ، ويحدث بالمشهور ، ويروي عن الثقات ، ويترك المناكير ولا يذكر ما جرى بين السلف ، ويعرف الزمان ، ويتحفظ من الزلل والتصحيف واللّحن والتحريف ، ويدع المداعبة ، ويقل المشاغبة ، ويشكر النعمة ؛ إذ جعل في درجة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ويلزم التواضع ، ويكون معظم ما يحدث به ما ينتفع المسلمون به من فرائضهم وسننهم وآدابهم في معاني كتاب ربهم عزوجل. ولا يحمل علمه إلى الوزراء ، ولا يغشى أبواب الأمراء ؛ فإن ذلك يزري بالعلماء ، ويذهب بهاء