لحربه إلياس بن منصور النقرشيّ رأس الإباضيّة في اثني عشر ألفا ، وبعث صاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب جيشا كثيفا مع مولاه ، فأطبق الجيشان على العبّاس فباشر الحرب بنفسه ، وقتلت صناديده ، ونهبت خزائنه ، وعاد إلى برقة. فبعث أبوه جيشا فأسروه ، وحملوه إلى أبيه ، فقيّده وحبسه ، وقتل جماعة ممّن كان حسّن له العصيان (١).
[دخول الزّنج النعمانية]
وفيها دخلت الزّنج النّعمانيّة ، فأحرقوا وسبوا وقتلوا (٢).
[استنابة الموفّق لعمرو بن الليث على الولايات]
وفيها استناب الموفّق عمرو بن اللّيث على خراسان ، وكرمان ، وفارس ، وبغداد ، وأصبهان ، والسّند ، وسجستان ، وبعث إليه بالتّقليد والخلع العظيمة (٣).
وقيل : إنّ تركة أخيه يعقوب بن اللّيث بلغت ألف ألف دينار (٤) وخمسين ألف ألف درهم (٥).
ونقل فدفن بجنديسابور وكتب على قبره : هذا قبر المسكين. وتحته :
أحسنت ظنّك بالأيّام إذ حسنت |
|
ولم تخف سوء ما يأتي به القدر |
فسالمتك اللّيالي فاغتررت بها |
|
وعند صفو اللّيالي يحدث الكدر. |
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ / ٥٤٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٤٠.
(٢) تاريخ الطبري ٩ / ٥٤٥ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٢٢ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٣٦ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٣٨ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٤٠.
(٣) تاريخ الطبري ٩ / ٥٤٥ ، تاريخ سنيّ ملوك الأرض ١٧١ ، وفيات الأعيان ٦ / ٤١٩ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٢٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٨ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٤٠.
(٤) وفي وفيات الأعيان ٦ / ٤١٩ : «أربعة آلاف ألف دينار».
(٥) دول الإسلام ١ / ١٦٠ ، مرآة الجنان ٢ / ١٨٠.