وفي وسطها قويت شوكته ، وانضمّ إليه طائفة من الأعراب ، فقتل أهل تلك القرى ، وقصد البصرة. فبنى المعتضد عليها سورا وحصّنها.
وكان أبو سعيد كيّالا بالبصرة ، وهو من قرى الأهواز. وقيل من البحرين (١).
قال الصّوليّ : كان أبو سعيد فقيرا يرفو أعدال الدّقيق بالبصرة (٢) ، وكان يسخر منه ويستخفّ به ، فخرج إلى البحرين ، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزّنج والخرّميّة ، فعاث وأفسد وتفاقم أمره ، حتّى بعث إليه الخليفة جيوشا وهو يهزمها (٣).
وهو جدّ أبي عليّ المستولي على الشّام الّذي مات بالرّملة سنة خمس وستّين وثلاثمائة.
وقال غيره : أقام أبو سعيد مدّة ، ثم ذبح في حمّام بقصره. ثمّ خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابيّ القرمطيّ ، وهو الّذي تأتّى أنّه قتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود (٤).
__________________
(١) انظر هذا الخبر في :
تاريخ الطبري ١٠ / ٧١ ، ومروج الذهب ٤ / ٢٦٤ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ١٥٨ ، والمنتظم ٦ / ١٨ ، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان ١٣ ، والكامل لابن الأثير ٧ / ٤٩٣ ، والدّرّة المضيّة لابن أيبك الدواداريّ ٥٥ ـ ٥٧ ، والعبر ٢ / ٧٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٧٢ ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٥١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٤٥ ، ومرآة الجنان ٢ / ٢١٣ ، والبداية والنهاية ١١ / ٨١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٨٤ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١١٩ ، ١٢٠ ، وتاريخ الخلفاء ٣٧١.
(٢) وقيل : كان يبيع للناس الطعام ويحسب لهم بيعهم. (تاريخ أخبار القرامطة ١٤) والبداية والنهاية ١١ / ٨١).
(٣) العبر ٢ / ٧٦ ، دول الإسلام ١ / ١٧٢.
(٤) العبر ٢ / ٧٦ ، مرآة الجنان ٢ / ٢١٣.