[الكلام في صفة التكوين]
(وقبل الخوض في هذا الركن نذكر مسألة اختلف فيها مشايخ الحنفية والأشاعرة) :
تلك المسألة (في صفات الأفعال) التي يدل عليها نحو قوله تعالى : (الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) (سورة الحشر : ٢٤) ، ونحو : الرزاق والمحيي والمميت ، (والمراد) بها (صفات تدل على تأثير) ، وتلك الصفات (لها أسماء غير اسم القدرة) ، تسميتها بها (باعتبار أسماء آثارها ، والكلّ) أي : كل تلك الصفات (يجمعها اسم التكوين) بمعنى اندراجها تحته وصدقه على كل منها.
(فإن كان ذلك الأثر مخلوقا فالاسم) الذي يدل على تلك الصفة (الخالق والصفة الخلق ، أو) كان ذلك الأثر (رزقا فالاسم) الذي يدل على تلك الصفة (الرزّاق) أو الرزاق ، (والصفة الترزيق ، أو) كان ذلك الأثر (حياة فهو) أي : الاسم الذي يدل على ذلك الصفة (المحيي) والصفة الإحياء ، (أو) كان ذلك الأثر (موتا فهو) أي : الاسم الدال على الصفة (المميت) والصفة الإماتة.
ورجوع الكل إلى صفة واحدة هي التكوين (١) كما ذكر المصنف هو ما عليه المحققون من الحنفية ، خلافا لما جرى عليه بعض علماء ما وراء النهر منهم من أن كلّا منها صفة حقيقية أزلية ، فإن في هذا تكثيرا للقدماء جدا ، (فادّعى متأخّر والحنفية من عهد) الشيخ (أبي منصور) الماتريدي وهلم إلى عهد المصنف (أنها) أي : الصفات الراجعة إلى صفة التكوين (صفات قديمة زائدة على الصفات المتقدمة) المعقود لها الأصول السابقة.
__________________
(١) صفة التكوين : هي الصفة الحادثة الجامعة لصفات الفعل ، وما هي إلا صفة القدرة باعتبار تعلقها بمتعلق خاص ، فالتخليق : القدرة باعتبار تعلقها بالمخلوق.